شنجن (الصين) – في مشاركتها السادسة في كأس آسيا لكرة السلة للسيدات (فيبا)، تمثّل ريبيكا عقل أكثر من مجرد لاعبة ضمن صفوف منتخب لبنان؛ فهي القلب النابض لفريق يسعى لترك بصمته في أكبر ساحة قارية.
بدأت عقل رحلتها في كأس آسيا للسيدات عام ٢٠٠٩ وهي في السادسة عشرة من عمرها، ونمت خبرتها جنباً إلى جنب مع تطوّر كرة السلة اللبنانية، حتى أصبحت من أكثر اللاعبات المخضرمات احتراماً في تاريخ المنتخب.
في اليوم الافتتاحي لبطولة ٢٠٢٥، قدّمت عقل أداءً رائعاً أمام اليابان، مسجّلة ٢٧ نقطة – أعلى حصيلة فردية في مباراة واحدة حتى الآن – إلى جانب خمس متابعات ورميتين ثلاثيتين. لكنّ ما يتجاوز هذه الأرقام هو شغفها وفخرها الكبير بارتداء القميص الوطني، وهو ما ينعكس بوضوح على زميلاتها وجماهيرها على حد سواء.
قالت عقل: "إنه لشرف كبير أن أمثّل لبنان، خصوصاً أننا بلد صغير." "كل ما أريده هو أن أضع اسم بلدنا على خارطة كرة السلة، وأن أُظهر للعالم من هم اللبنانيون الحقيقيون من خلال هذه اللعبة."
وأضافت: "أنا دائماً متحمّسة وسعيدة بالمشاركة مع المنتخب الوطني. هذا العام لدينا هدف أكبر، ونحن نعمل بجدّ من أجله. أنا مؤمنة فعلاً وأتمنى أن نحققه."
وعن تطوّر الطموحات اللبنانية، أوضحت عقل أن الأهداف تغيّرت عبر السنوات، قائلة: "على مدى كل السنوات التي شاركنا فيها ضمن المستوى الأول، كان هدفنا الوحيد هو البقاء في هذا المستوى. أما الآن، فهدفنا الأكبر هو إنهاء البطولة ضمن المراكز الستة الأولى، والتأهل إلى التصفيات المؤهّلة لكأس العالم لكرة السلة للسيدات."
قالت عقل: "نحن نعرف أن هذه الفرق تضم لاعبات مميزات ويلعبن كرة سلة عالية المستوى، لكننا نؤمن أيضاً أننا تطوّرنا كثيراً على مرّ السنوات." "هذا العام لدينا فريق شاب، لكننا معاً منذ عامين. نحن موحّدون حول هدف واحد، ولدينا جهاز فني رائع يدعمنا."
وأشارت عقل إلى أن شباب الفريق والعقلية الدفاعية يشكّلان نقطتي قوّة أساسيتين، قائلة: "بالنسبة للعديد من لاعباتنا، هذه هي المرة الأولى التي يخضن فيها منافسات المستوى الأول. إنهنّ متحمّسات جداً ولديهنّ رغبة كبيرة في التحدي. فريقنا يتميّز بالتركيز الدفاعي، ويمكننا الركض أكثر ولدينا طول قامة أفضل من السابق، ونحن نستفيد من هذه العوامل لصالحنا."
خلاصة تأثير ريبيكا عقل جاءت على لسان نجمة لبنان الصاعدة قمر منصور، التي قالت: "ريبيكا عقل كانت قادتنا دائماً. في عام ٢٠٢٣، سجّلت لنا تلك السلة القاتلة على صافرة النهاية. كانت دائماً حاسمة ومصدر إلهام لنا جميعاً."
رحلة ريبيكا عقل تجسّد معاني الشرف، والفخر، والقيادة. ومع سعي لبنان لبلوغ مراتب أعلى في سلّم كرة السلة الآسيوية، تبقى عقل القوة الثابتة التي تقود جيلاً جديداً من اللاعبات اللبنانيات، مصمّمة على أن تترك إرثاً لا يُنسى لبلدها والفريق الذي تحبّه.
FIBA