جدة (المملكة العربية السعودية) – لطالما ارتدى إيهاب الزهيري قميص المنتخب العراقي لسنوات، لكن هذه المرة مختلفة... إنها مشاركته الأولى في بطولة كأس آسيا لكرة السلة، ولا تتعلق فقط بكونه "أخيرًا هنا"، بل تتعلق بترك بصمة حقيقية.
قال الزهيري: "إنه شعور لا يُصدّق بالنسبة لي... حلمي كبير. أحاول أن أقدّم شيئًا مميزًا لبلدي."
وحتى الآن، يقود فريقه من الواجهة. فقد سجّل ٨ نقاط، ٨ متابعات، وتمريرتين حاسمتين في مباراة العراق الافتتاحية أمام نيوزيلندا. صحيح أن الأداء لم يُترجم إلى فوز، لكنه كان كافيًا ليُذكّر الجميع بمكانته المحورية في هوية المنتخب العراقي.
وفي تصفيات كأس آسيا ٢٠٢٥، بلغ معدله: ١٢.٣ نقطة - ٧.٨ متابعات - ١.٣ صدّات في المباراة الواحدة
وكان من أكثر اللاعبين ثباتًا في مركزه، حيث حقق ٤ "دبل-دبل" خلال التصفيات، مما وضعه ضمن نخبة لاعبي البطولة.
ومع ذلك، فإن قيمة الزهيري تتجاوز بكثير لغة الأرقام — فهو قائدٌ روحي وفني، يمثل الحلم العراقي الطامح إلى التقدّم والمنافسة على أعلى المستويات.
وأكمل الزهيري حديثه: "أنا أحاول فعلاً أن أدفع اللاعبين للأمام. معظمهم في نفس عمري، وأقول لهم: هيا ندافع عن علمنا. نحن قادمون. دعونا نتعلّم من هذه البطولة."
يستعد منتخب العراق يوم الخميس لمواجهة تايبيه الصينية في مباراة تُعد مصيرية ضمن دور المجموعات، حيث يدخل الفريق اللقاء بسجل ٠-١، ويحتاج إلى دفعة معنوية كبيرة للبقاء في سباق التأهل — والزُهيري هو المرشح الأبرز ليكون الشرارة التي تُشعل الفريق.
وقال زميله داماريو مايفيلد: "إيهاب من أكثر اللاعبين خبرة في الفريق. نعتمد على خبرته لمساعدتنا في هذه المباريات، وقيادة الجيل الشاب نحو المستقبل."
ويتحمّل الزهيري هذا الدور بفخر هادئ وجهد لا يتوقف. إنه يدرك تمامًا مدى وعورة الطريق، لكنه يعرف أيضًا أن كل خطوة لها وزنها — ليس فقط في هذه البطولة، بل فيما سيأتي بعدها. إنها رسالة قيادة، تتجسد في رجلٍ يعرف أن حلمه ليس فرديًا… بل حلم أمة بأكملها.
واختتم الزهيري حديثه: "إذا آمنا بأننا مثل باقي الفرق الكبيرة، فسنتطور. سنمتلك الشجاعة لنفعل المزيد والمزيد... وهذا هو الأمر الأهم بالنسبة لي."
ومع اقتراب فرصة جديدة في اليوم الثالث من البطولة، يتطلع الزهيري ومعه منتخب العراق إلى اتخاذ الخطوة التالية — معًا، بروح واحدة.
FIBA