جدة (المملكة العربية السعودية) – واصل منتخب أستراليا (الـ"بومرز") مسيرته المميزة في كأس آسيا لكرة السلة ٢٠٢٥، وتأهل إلى المباراة النهائية بعد فوز كاسح على إيران بنتيجة ٩٢-٤٨ في نصف النهائي يوم السبت على صالة مدينة الملك عبدالله الرياضية.
قدم الأستراليون عرضًا متكاملًا أظهر عمق التشكيلة وانضباطها وهيمنتها، إذ تمكن جميع لاعبي الفريق من التسجيل. وتصدر جاك ماكفاي قائمة المسجلين بـ١٧ نقطة مع ثلاث ثلاثيات، وأضاف هاري ويسلس ١٦ نقطة، فيما ساهم ويليام هيكي بـ١٤ نقطة، ليبسط الأبطال سيطرتهم المطلقة على اللقاء منذ بدايته وحتى نهايته.
بهذا الانتصار، رفع البومرز سجلهم إلى خمسة انتصارات متتالية دون أي هزيمة، ليضربوا موعدًا ناريًا مع الصين في المباراة النهائية يوم الأحد، في مواجهة مرتقبة تجمع آخر بطلين للبطولة.
أضاف ويليام هيكي ٦ متابعات و٦ تمريرات حاسمة في أداء متكامل، فيما وفّر هاري ويسيلز حضورًا دفاعيًا ثابتًا. أما أوين فوكسويل فقد فرض الإيقاع مبكرًا بخطف كرات وتمرير ثلاثية مهمة، في حين قدّم جاك وايت لقطات استعراضية عبر dunks قوية أبقت الحماس في أعلى مستوياته.
من جانب إيران، تصدّر سينا واحدي قائمة المسجلين بـ١١ نقطة بينها ثلاثيتان، فيما سجل مبين شيخي ٨ نقاط مع ٤ متابعات و٣ تمريرات حاسمة. أما النجم محمد أميني، فقد اكتفى بنقطتين فقط (١ من ٩ في التصويب) بعدما أحكم دفاع أستراليا قبضته على مصدر قوته الهجومية المعتادة.
قال واحدي عقب المباراة: "كانت مباراة صعبة بالنسبة لنا. بدأنا بشكل جيد، لكن تدريجيًا فقدنا الثقة والتركيز في الهجوم والدفاع. بعد ذلك، سيطروا على اللقاء تمامًا. علينا الآن التركيز على مباراتنا المقبلة ونأمل أن نحصل على ميدالية."
تمكّن المنتخب الأسترالي من امتصاص اندفاعة إيران المبكرة في الربع الأول، وردّ بسلسلة من ثلاثيات ماكفاي وريين سميث، إضافة إلى رمية فنية، ليُنهي الفترة متقدّمًا ٢٧-٢٠. ومن هناك، صعد "البوومرز" إلى مستوى آخر، إذ جاء الربع الثاني بانفجار هجومي ٢٤-٩ قاده فوكسويل من الخارج، مع سيطرة من وايت، ويل ماغناي وويسيلز تحت السلة، ليُدخلوا الفريق إلى الاستراحة متقدّمًا ٥١-٢٩.
وإن كان الشوط الأول قد أربك إيران، فإن الربع الثالث أنهى كل شيء. خمس نقاط سريعة من ماكفاي، وانطلاقات مؤثرة من هيكي وويسيلز، إلى جانب ضغط دفاعي خانق، أسفرت عن نتيجة كاسحة ٢٩-٨ رفعت الفارق إلى ٨٠-٣٧. ومع ثلاثية جوشوا بانان من الزاوية، كان اللقاء قد حُسم فعليًا.
أما الربع الأخير فكان مجرد إدارة للوقت والحفاظ على التركيز، حيث واصل ويسيلز التسجيل من الداخل، فيما ضمنت منظومة الدفاع الأسترالية ألّا تُهدد إيران مرة أخرى. هجوم متوازن، حماية قوية للسلة، وكفاءة عالية في التحول الهجومي كانت كافية لتؤكد أستراليا تفوقها على منتخب إيراني شاب ما يزال يبحث عن هويته بعد عودته القوية في المراحل السابقة.
قال هيكي: "نحن فخورون بالطريقة التي تعاملنا بها حتى آخر لاعب. إذا كنت تستطيع أن تدافع جيدًا، يمكنك دائمًا أن تفوز بالمباريات. أنا فخور بالجميع اليوم وبمساهمتهم عبر الخط بأكمله."
وبالنسبة لأستراليا، فإن هذه النتيجة تعني الحصول على فرصة لتحقيق اللقب الثالث على التوالي في كأس آسيا لكرة السلة، إضافة إلى الحفاظ على سجلها المثالي في البطولة دون أي هزيمة.
أما إيران، فقد توقّف مشوارها المثالي مباراة واحدة قبل النهائي، لكن صمودها وتجاوزها للتوقعات بتشكيلة مجددة سيبقى واحدًا من أبرز معالم نسخة ٢٠٢٥.
وسيوجّه "البوومرز" الآن تركيزهم نحو المباراة النهائية يوم الأحد، حيث سيواجهون منتخب الصين – بطل آسيا ١٦ مرة – والذي تخطى نيوزيلندا في وقت سابق من اليوم. وبفضل الزخم والعمق والثقة، تبدو أستراليا في موقع مثالي لمطاردة لقب جديد يضاف إلى سجلها في كأس آسيا لكرة السلة.
FIBA