أنف مكسور ورغم كل شيء… سيرجيو الدرويش يعيد لبنان للحياة

    3 دفائق للقراءة
    مقابلة

    "أي شيء من أجل منتخبنا الوطني"

    جدة (السعودية) – كان يملك كل العذر للغياب، لكن سيرجيو الدرويش ببساطة لم يرغب في ذلك. اختار نجم المنتخب أن يتحدى كسرًا في الأنف ويقاتل في الميدان مع زملائه، وقد أثمر هذا الإصرار عن قلب موازين الأمور لصالح لبنان في كأس آسيا لكرة السلة ٢٠٢٥.

    فبعد خسارتين متتاليتين في ختام دور المجموعات، ها هم رجال الأرز يشقون طريقهم نحو ربع النهائي بعد فوز ساحق على اليابان ليلة الثلاثاء، ليبقوا على آمالهم في المنافسة على اللقب حيّة وبقوة.

    قال الدرويش عقب الانتصار ٩٧-٧٣ في صالة مدينة الملك عبدالله الرياضية: "مررنا بالكثير من الصعود والهبوط في هذه البطولة، وخاصة أنا شخصيًا. تعرضت لإصابة… كسرت أنفي… ألعب الآن وأنفي مكسور."

    وأضاف اللاعب البالغ من العمر ٢٩ عامًا: "لكن أي شيء من أجل فريقي، أي شيء من أجل منتخبي الوطني."

    كان الدرويش قد أصيب بعد ثوانٍ من بداية المباراة التي خسرها لبنان أمام حامل اللقب أستراليا الأربعاء الماضي، ولم يتمكن من العودة، ورغم ذلك شارك أمام كوريا في المباراة التالية وهو يرتدي قناعًا واقيًا.

    في الواقع، سجل الدرويش ١٣ نقطة أمام خصومهم من شرق آسيا، لكن كل ذلك ذهب سدى بعد أن تفوقوا عليهم من خارج القوس في بداية اللقاء، ليكتفي اللبنانيون بتقليص الفارق في اللحظات الأخيرة قبل الخسارة بنتيجة ٩٧-٨٦.

    الخسارتان المتتاليتان جعلتا المشككين أكثر انتقادًا لحظوظ وصيف نسخة ٢٠٢٢ في هذه البطولة، لكن تلك الهزيمة أمام الكوريين شكّلت، في الحقيقة، جرس إنذار للفريق.

    لذلك، كان هناك جهد واعٍ من جانب الدرويش لفرض الإيقاع مبكرًا، حيث سجل ١٠ من نقاطه الـ١٢ في الربع الأول، وأحرز ثلاثيتين متتاليتين قاد بهما سلسلة ١٠-٠ لتصبح النتيجة ١٩-١٢.

    وكانت تلك السلسلة كل ما احتاجه لبنان لفرض السيطرة. فيما قاتل اليابانيون من مجاراة الإيقاع مع بدء رجال الأرز في توسيع الفارق أواخر الربع الثاني، قبل أن يفتحوا المباراة بالكامل بعد الاستراحة.

    "الحمد لله اليوم، أظهرنا مستوانا ولعبنا أفضل كرة سلة لنا"، قال الدرويش. "كنا نعرف أن اليابان فريق كبير جدًا، وكان علينا الحد من تسديداتهم الثلاثية وإيقاف لاعبيهم الأساسيين، وهذا ما فعلناه."

    كما أبرزت البداية القوية للدرويش الفارق الكبير في أداء لاعبي الخط الخلفي بين الفريقين، إذ حصل لبنان على مساهمات رائعة من بقية حرسه المجربين والمختبرين.

    كريم زينون، على سبيل المثال، أنهى اللقاء برصيد ١٩ نقطة بنسبة تسديد ٩ من ١٤ من الملعب. أما أمير سعود فسجّل ١٢ نقطة أيضًا إلى جانب ٥ تمريرات حاسمة، فيما وزّع علي منصور ١٥ تمريرة حاسمة من أصل ٢٩ تمريرة لفريقه، وأضاف إليها ٥ نقاط و٦ متابعات.

    بالنسبة لـ MVP بطولة لبنان لكرة السلة للرجال ٢٠٢٤-٢٠٢٥، فإن كل ذلك كان نتاجًا لرغبتهم في رفع الإيقاع، وخصوصًا على الصعيد الدفاعي بعد السماح لكوريا بتسجيل ٢٢ ثلاثية في المباراة السابقة.

    "أقول لك، كنّا مركزين جدًا. دخلنا المباراة ونحن نعرف الشدة الدفاعية التي يجب أن نضعها"، قال الدرويش، الذي خطف ٥ كرات — الأكثر لأي لاعب في هذه النسخة من البطولة. "أمام كوريا، سجلوا الكثير من الثلاثيات ضدنا. كنا متساهلين جدًا في الدفاع. لذا، الحمد لله، كنا جادين للغاية، ومغلقين المساحات، وأظهرنا ذلك في الدفاع قبل الهجوم."

    ولم يكن بإمكان الدرويش اختيار وقت أفضل للتألق، إذ سيجد نفسه قريبًا أمام بعض لاعبي اليابان مجددًا، بعد أن وقع مع فريق سينداي 89ersفي الـ B.League للموسم المقبل.

    وقال مازحًا بعد المباراة وهو يتبادل التحية مع العملاق المنافس جوش هوكينسون لاعب صن روكرز شيبويا: "قلت له، سأراكم يا شباب في اليابان."

    "أنا سعيد لأننا فزنا عليهم"، أضاف مبتسمًا، "والآن يمكنني الذهاب إلى اليابان وربما فعل الشيء نفسه هناك."

    لكن ذلك، بالطبع، قصة أخرى تمامًا، إذ يبقى الدرويش مركزًا على المهمة الحالية، وهي الاستعداد لربع النهائي حيث سيواجهون نيوزيلندا، صاحبة الميدالية البرونزية في نسخة ٢٠٢٢.

    تواجه المنتخبان سبع مرات في بطولات FIBA، لكن الأفضلية لـ التال بلاكس الذين فازوا خمس مرات، كان آخرها بنتيجة ١٠٦-٩١ خلال تصفيات آسيا لكأس العالم لكرة السلة ٢٠٢٣.

    ومع ذلك، فإن خريج جامعة مين مستعد تمامًا للتحدي أمام خصمهم الذي لم يخسر حتى الآن، بعدما تأهل متصدرًا للمجموعة D بسجل ٣-٠.

    "إنها فرصة رائعة مرة أخرى لنُظهر أنفسنا أمام جماهيرنا"، قال الدرويش. "نيوزيلندا فريق رائع، رائع جدًا. لم يخسروا في هذه البطولة. لكننا سنلعب بطريقتنا، وسنحضر شراستنا، ونأمل أن نحقق الفوز."

    FIBA

    آخر الأخبار

    أنف مكسور ورغم كل شيء… سيرجيو الدرويش يعيد لبنان للحياة

    الاتحاد السعودي لكرة السلة يأمل أن تعزز كأس آسيا ٢٠٢٥ مكانة جميع الأطراف المعنية

    ‎لبنان يُقصي اليابان ويحجز مقعده في ربع النهائي

    تسجّل للحصول على آخر أخبار فريقك
    المزيد من المعلومات
    مواقع التواصل الاجتماعي
    الروابط
    الشركاء
    Global Supplier
    Event Sponsors
    Institutional Partners
    Local Sponsors
    © Copyright FIBA All rights reserved. No portion of FIBA.basketball may be duplicated, redistributed or manipulated in any form. By accessing FIBA.basketball pages, you agree to abide by FIBA.basketball terms and conditions