بيروت (لبنان) — يدخل شباب الأهلي نهائيات الثمانية الكبار من دوري السوبر لغربي آسيا لكرة السلة (فيبا وصل) ٢٠٢٤/٢٠٢٥ ليس فقط كبطل لدوري الخليج، بل كفريق نجح أخيراً في كسر الحاجز الذي وقف أمامه لسنوات طويلة.
لطالما اعتُبر شباب الأهلي أحد "العمالقة النائمين" في المنطقة، حيث عانى في المواسم السابقة من خيبات الأمل والاقتراب دون الوصول. لكن بوجود مدرب جديد، وتشكيلة معاد صياغتها، وإيمان لا يتزعزع، تحول النادي العريق من دبي إلى أحد أكثر الفرق اكتمالاً وخطورة في فيبا وصل، مستعداً الآن لمطاردة اللقب القاري الذي طال انتظاره.
طريق التأهل
بعد سنوات من طرق الأبواب، نجح شباب الأهلي أخيراً في فتحها بقوة.
تُوّج العملاق الإماراتي بلقبه الأول في دوري فيبا وصل - الخليج خلال موسم ٢٠٢٤/٢٠٢٥، بعدما اكتسح نادي الاتحاد في النهائي وحقق سلسلة انتصارات دون أي هزيمة في الأدوار الإقصائية. وشملت رحلتهم نحو المجد إنهاء الدور الأول في صدارة المجموعة "أ" بسجل (٥-١)، قبل أن يحققوا الانتصار الكبير في نصف النهائي على بطل دوري الخليج السابق، نادي المنامة — وهو إنجاز اعتُبر اختراقاً ضخماً لمسيرة النادي.
المدرب الجديد ميودراج بيريسيتش، الذي استلم زمام الأمور قبل بداية العام الجديد، نجح سريعاً في تغيير مسار الفريق. تحت قيادته، أنهى شباب الأهلي المرحلة النهائية دون هزيمة (٦-٠)، متجاوزين إخفاقات الماضي ومحققين اللقب المنتظر. الآن، يدخل الفريق نهائيات الـ٨ بصفته بطل دوري الخليج، مزوّداً بالزخم والنضج، وبهدف واضح لتحقيق المهمة الكبرى.
تاريخهم في فيبا وصل
كأحد الأندية المشاركة في النسخة الافتتاحية من دوري السوبر لغربي آسيا لكرة السلة (فيبا وصل)، طُبع تاريخ شباب الأهلي في البداية بعدم تحقيق الإمكانات المنتظرة. ففي موسم ٢٠٢٢/٢٠٢٣، وصلوا إلى نصف نهائي دوري الخليج لكنهم خسروا أمام نادي الكويت. أما في موسم ٢٠٢٣/٢٠٢٤، فلم يتجاوزوا مرحلة التصفيات المؤهلة لنصف النهائي، حيث خرجوا على يد المحرق.
لكنهم خطوا خطوة عملاقة في النسخة الافتتاحية من دوري أبطال آسيا لكرة السلة (BCL Asia) عندما استضافوا البطولة، حيث فاجأوا الجميع بوصولهم إلى النهائي قبل الخسارة أمام نادي الرياضي، مما أكد قدرتهم على المنافسة مع نخبة القارة.
هذا الموسم، محا شباب الأهلي خيبات الماضي بأقوى حملة في تاريخ النادي، مؤكداً أن ما حققوه في دوري أبطال آسيا لكرة السلة (BCL Asia) لم يكن صدفة.
أبرز اللاعبين هذا الموسم
ديشوندري واشنطن: الجناح المتكامل الذي يفعل كل شيء. قدّم واشنطن "تريبل دبل" بالإضافة إلى أداءات قريبة من ذلك في مباريات حاسمة، كما تصدّر قائمة المسجلين وصناع اللعب في الفريق. هدوؤه وثقته في اللحظات الحاسمة كان لهما تأثير كبير في قلب النتائج لصالح شباب الأهلي.
قيس الشبيبي: رمز الاستمرارية في شباب الأهلي وأحد أعمدته الأساسية. يشكل قيس حضوراً قوياً تحت السلة، وبلغ متوسطه في المرحلة النهائية أرقاماً قريبة من "دابل دبل"، مما جعله أساساً في كلا جانبي الملعب، دفاعاً وهجوماً.
حامد لطيف: صانع الألعاب متعدد المهام البالغ من العمر ٢٤ عاماً أصبح محط الأنظار. سجّل الثلاثية الحاسمة التي منحت الفريق الفوز في المباراة الأولى من النهائي، وأظهر ومضات من النجومية، خاصة تحت الضغط. يُنظر إليه كواحد من أبرز مواهب منتخب الإمارات الوطني في المستقبل القريب.
جاميل هاغينز: انضم في منتصف الموسم، وسرعان ما فرض هيمنته في المنطقة تحت السلة، حيث قدّم "دابل دبل" هائلاً في النهائي. يشكّل انسجامه مع واشنطن والشبيبي إضافة نوعية تمنح شباب الأهلي بعداً جديداً في طريقة لعبهم. FIBA