بيروت (لبنان) — يدخل الحكمة اللبناني نهائيات الثمانية الكبار من دوري السوبر لغربي آسيا لكرة السلة (فيبا وصل) وفي جعبته الكثير لإثباته وإرث عريق للدفاع عنه. هذا النادي اللبناني العريق، بطل آسيا ثلاث مرات والغريم التقليدي لنادي الرياضي، خاض موسماً مليئاً بالخيبات واللحظات الصعبة والنهايات المحبطة — بما في ذلك الخسارة الكاملة في ديربي بيروت. لكن بوجود خط خلفي قوي يقوده زاك لوفتون وشاباز محمد، ودكة غنية بالمحليين الذين أظهروا الروح القتالية طوال الموسم، يسعى "القلعة الخضراء" لتحويل الألم إلى إنجاز والانتقام من خيبة العام الماضي من خلال مطاردة لقب فيبا وصل الذي أفلت منهم سابقاً.
طريق التأهل
كانت رحلة نادي الحكمة نحو ثماني الكبار مثالاً على الصمود وإعادة ضبط المسار.
بعد بداية موسم ٢٠٢٤/٢٥ في دوري منطقة غرب آسيا بهزيمة مؤلمة بنتيجة ٨٨-٨٧ أمام طبيعت، عاد نادي الحكمة سريعاً إلى المسار الصحيح بفوز صعب على الدفاع الجوي. ورغم تعرضهم لخسارتين قاسيتين أمام الغريم التقليدي نادي الرياضي، نجح "القلعة الخضراء" في العودة بفضل سلسلة رائعة من نجم الفريق زاك لوفتون، حيث قادهم لتحقيق انتصار مهم على عمان يونايتد وضمان بطاقة التأهل لنهائيات الـ٨ بسجل ٣ انتصارات مقابل ٥ هزائم.
لم تكن الطريق سهلة إطلاقاً، لكن انتصاراتهم الحاسمة في اللحظات المفصلية، وخاصة الأداء المذهل للوفتون بتسجيله ٣٤ نقطة مع ١٠ تمريرات حاسمة ضد عمان، كانت كافية لدفعهم إلى الدور النهائي.
تاريخهم في فيبا وصل
يُعتبر نادي الحكمة من أعرق الأندية اللبنانية، حيث وصلوا إلى وصافة نهائيات دوري السوبر لغربي آسيا لكرة السلة (فيبا وصل) ٢٠٢٣/٢٤، بعد خسارتهم في المباراة النهائية أمام الغريم الأزلي نادي الرياضي. وجاءت تلك الخسارة لتُكمل موسماً محبطاً شهد أيضاً اكتساح الرياضي لهم في نهائي الدوري اللبناني.
ورغم عدم تحقيق اللقب، أثبت نادي الحكمة أنهم من نخبة أندية غربي آسيا، بعدما تخطوا منافسين أقوياء في طريقهم إلى النهائي، وأكدوا عودتهم كقوة بارزة على الساحة القارية. ويمتلك النادي سجلاً حافلاً بثلاثة ألقاب في كأس آسيا للأندية، إلا أن التتويج بلقب دوري السوبر لغربي آسيا لكرة السلة (فيبا وصل) لا يزال حلماً مؤجلاً حتى الآن.
أبرز اللاعبين
يُعد زاك لوفتون القلب النابض لهجوم نادي الحكمة، حيث أشعل لوحات النتائج طوال مشوارهم في فيبا وصل بمعدل بلغ ٢٠.٣ نقطة و٦.٥ تمريرات حاسمة في المباراة الواحدة. وقدّم لوفتون أداءً خارقاً بتسجيله ٤٠ نقطة أمام نادي الرياضي رغم الخسارة، ثم عاد ليسجل ٣٤ نقطة مع ١٠ تمريرات حاسمة في الفوز الحاسم ضد اتحاد عمان. تمنح قدرته على السيطرة المطلقة على المباريات نادي الحكمة عاملاً حاسماً يصعب على معظم الفرق الأخرى مجاراته.
ويكمل المسيرة إلى جانبه الأمريكي شاباز محمد، المسجل البارع الآخر، الذي أحرز ٢٦ نقطة في ختام الموسم العادي أمام الدفاع الجوي، ويجلب معه خبرة المباريات الإقصائية من المواسم السابقة في فيبا وصل.
كما برز اللاعبون المحليون بشكل لافت هذا الموسم. عمر جمال الدين كان عنصراً ثنائياً فعالاً، بمعدل ١٠.٦ نقاط، ٥.٤ متابعات، و٢.٦ تمريرات حاسمة في المباراة الواحدة. أما المخضرم جيرارد حديديان، فسجّل ٧.٥ نقاط و٤.٢ متابعات في المباراة، مقدماً القيادة والصلابة. وصانع الألعاب جاد خليل أضاف دقائق ثمينة في مركز صانع الألعاب بمعدل ٥.٧ نقاط و٣.٣ تمريرات حاسمة في اللقاء. وفي قلب المنطقة المحرمة، يتولى اتر ماجوك (٩.٥ نقاط، ٩.٠ متابعات) مسؤولية الحماية الدفاعية والخبرة، حيث يشكل الدعامة الأساسية في الدفاع تحت السلة.
المدرب إلياس زوروس قاد الفريق خلال موسم مليء بالتحديات، من الإصابات إلى الأداء المتذبذب، لكنه حافظ على تماسك المجموعة عبر الاعتماد على الدفاع، وتحريك الكرة، والاعتزاز بقميص النادي. يدخل نادي الحكمة نهائيات الـ٨ وقد صقلته المعارك، مدفوعاً بإيمان راسخ بأن قصتهم لم تنتهِ بعد.
FIBA