بيروت (لبنان) — لم يكن أحد يتوقع بروز اتحاد جدة السعودي، وهذا تماماً ما أرادوه.
في موسم بدأ بتوقعات متواضعة وأسئلة أكثر من الإجابات، نجح العملاق السعودي القادم من جدة في تحويل كل انتكاسة إلى دافع، وكل مباراة إلى رسالة واضحة. من دور مجموعات متعثر إلى إقصاء حامل اللقب وتحقيق أول "ريمونتادا" في نصف النهائي في تاريخ دوري فيبا وصل - الخليج، تبدو رحلة الاتحاد نحو نهائيات الـ٨ وكأنها قصة خيالية كُتبت بالإصرار والروح والإيمان.
طريق التأهل
لم تكن مشاركة نادي الاتحاد في موسمه الأول بدوري فيبا وصل - الخليج عادية على الإطلاق.
بدأ الفريق القادم من جدة مشواره بصفته وصيف الدوري السعودي لكرة السلة، ولم يضيع الوقت في ترك بصمته. افتتح مشواره بانتصار كاسح على العربي، لكنه أنهى دور المجموعات بسجل (٢-٤) في المجموعة "ب"، ليحتل المركز الثالث بصعوبة.
لكن هنا بدأت القصة الحقيقية. في التصفيات المؤهلة إلى نصف النهائي، فجر الاتحاد المفاجأة الكبرى عندما أطاح بنادي الكويت، حامل اللقب في النسختين الماضيتين، بنتيجة (٢-٠) نظيفة. ثم جاءت ملحمة نصف النهائي أمام نادي القادسية، حيث قلب الاتحاد تأخره (٠-١) إلى فوز (٢-١)، ليصبح أول فريق في تاريخ دوري فيبا وصل - الخليج يحقق "ريمونتادا" في هذه المرحلة.
ورغم خسارتهم أمام شباب الأهلي في النهائي، ضمنت وصافتهم التأهل إلى نهائيات الـ٨.
تاريخهم في فيبا وصل
موسم ٢٠٢٤/٢٠٢٥ هو الظهور الأول لنادي الاتحاد في دوري فيبا وصل — وقد كان دخولهم مميزاً للغاية.
النادي الذي يُعد من عمالقة الدوري السعودي بـ١٦ لقباً محلياً، نقل هيمنته هذا الموسم إلى المستوى القاري. رحلتهم في دوري الخليج تميّزت بالنهايات الدراماتيكية، والانتصارات القتالية، وروح الفريق العالية، مما جعلهم سريعاً أحد الفرق التي لا يمكن الاستهانة بها في نهائيات الـ٨.
أبرز اللاعبين هذا الموسم
ترتبط قصة الاتحاد السحرية هذا الموسم بشكل كبير بثنائي التألق كيرون ديشيلدز وتيفين ماك. ديشيلدز، الذي انضم في منتصف الموسم، أصبح سريعاً القائد العاطفي والتكتيكي للفريق. برز بأداءاته الحاسمة، أبرزها تسجيل ٣٤ نقطة في المباراة الثالثة أمام القادسية، وصناعته التمريرة الحاسمة التي منحت الفوز لمثنى المرواني في سلسلة الكويت — وهي لحظات صنعت مسيرة الاتحاد المذهلة في الأدوار الإقصائية
ماك، الذي تم التعاقد معه بعد إصابة ماكور ميكر، كان بمثابة الاكتشاف الكبير. ورغم أنه أصغر حجماً من لاعبي مركزه، إلا أنه تفوق عليهم بالمجهود، حيث حقق متوسطاً بلغ ١٨.٠ نقطة و١١.٠ متابعة في نصف النهائي. طاقته، وقدرته على التقاط الكرات المرتدة، ولمسته التهديفية، سدت فراغاً بالغ الأهمية في المنطقة الأمامية للفريق.
أما مثنى المرواني، أحد الركائز في المنتخب السعودي، فقد تألق أيضاً في اللحظات الحاسمة، أبرزها تسجيله السلة الحاسمة التي أهدت الفوز على الكويت.
إلى جانبهم، قدّم المخضرمون محمد المرواني، وأسامة البارقاوي، وسليمان برايمو مزيجاً من القيادة والخبرة طوال مسيرة الفريق هذا الموسم.
FIBA