بيروت (لبنان) — بلا شك، لا يوجد فريق يحمل على كاهله ضغوطاً أكبر من الرياضي اللبناني مع اقتراب انطلاق نهائيات الثمانية الكبار من دوري السوبر لغربي آسيا لكرة السلة (فيبا وصل) ٢٠٢٥ خلال أيام قليلة. بصفته حامل اللقب، سيكون الرياضي تحت أنظار سبعة فرق أخرى تتطلّع لإنهاء هيمنته على الساحة القارية، وربما أيضاً إفساد محاولته في مواصلة كتابة اسمه بأحرف ذهبية في سجلات تاريخ البطولة.
طريق التأهل
قد تتساءل: لماذا يحمل الرياضي هذا الثقل الكبير؟ الإجابة ببساطة هي أن هذا العملاق اللبناني حقق إنجازاً لم يسبقه إليه أي فريق آخر في دوري السوبر لغربي آسيا لكرة السلة (فيبا وصل)، بعدما تُوّج بلقب دوري منطقة غرب آسيا للمرة الثالثة على التوالي في موسم ٢٠٢٤/٢٠٢٥.
تحقيق لقبين متتاليين يُعد تحدياً بحد ذاته، لكن كتيبة المدرب أحمد فران نجحت في إكمال "الثلاثية" بعد اجتياحهم دوري المناطق الفرعي بسلسلة انتصارات مثالية (٨-٠) على أرض ملعب نهاد نوفل.
انطلقت رحلة الهيمنة بانتصار كاسح بنتيجة ١٠٨-٨٨ على نادي عمان يونايتد، مما وضع نغمة واضحة لاجتياح الدور الأول، الذي شهد أيضاً سحق نادي الحكمة بنتيجة ٨٦-٥٩. وفي الدور الثاني، جدّد الرياضي تفوقه على "القلعة الخضراء" بفوز بنتيجة ١٠٠-٨٥، وهو الانتصار الذي منحهم رسمياً بطاقة التأهل إلى نهائيات الثمانية الكبار هذا الموسم. واكتملت "الثلاثية" رسميًا عندما جددوا تفوقهم على اتحاد عمان بفوز ٨٤-٦٦، قبل أن يختتموا المشوار بانتصار نهائي على طبيعت، لتعم الاحتفالات ملعب نهاد نوفل.
تاريخهم في فيبا وصل
يُعتبر "القلعة الصفراء" من الف الرائدة في دوري السوبر لغربي آسيا لكرة السلة (فيبا وصل)، وقد أثبت الرياضي مكانته سريعاً عندما تُوّج بأول لقب لدوري غربي آسيا.
ورغم ذلك، كان من الممكن أن تكون القصة أكثر جمالاً لو تمكنوا من تحقيق الثنائية الذهبية، إلا أن الإصابات التي لحقت بواعد عرقجي وعلي منصور أضعفت حظوظهم، ليكتفوا بالمركز الرابع في النسخة الافتتاحية لنهائيات الـ٨ التي تُوّج بها نادي المنامة.
ولهذا، كان هدفهم في موسم ٢٠٢٣/٢٠٢٤ هو التعويض واستعادة الهيبة، وقد نجحوا في تحقيق ذلك بنهاية الموسم بعد الفوز على الحكمة في نهائي مثير استحق أن يكون مسك ختام البطولة، لينتزعوا لقب فيبا وصل بكل جدارة.
لاعبون يجب متابعتهم
من المؤكد أن الرياضي يتطلع إلى كتابة إنجاز تاريخي جديد في رحلتهم مع فيبا وصل، بالاعتماد على نفس العناصر التي لعبت أدواراً كبيرة في النجاحات السابقة.
ويقودهم النجم الأبرز وائل عرقجي، الذي أنهى دوري منطقة غرب آسيا مؤخراً كواحد من أفضل المسجلين بمتوسط بلغ ١٨.٤ نقطة، إلى جانب ٢.٩ متابعات، ٦.٦ تمريرات حاسمة، و١.١ سرقات في المباراة الواحدة.
ولا يمكن بالطبع إغفال العناصر الأساسية في كتيبة المدرب أحمد فران، مثل هايك غيوكجيان (١٥.٨ نقاط، ٥.٨ متابعات، ٢.٣ تمريرات حاسمة في المباراة)، وكريم زينون (١٠.٥ نقاط في المباراة)، وأمير سعود (٩.٧ نقاط في المباراة)، وعلي منصور.
لكن ما جعل هذا التشكيل المليء بالنجوم أكثر رعباً هو إضافة تعزيزات جديدة تمثلت في الأمريكي ماركوس جورج-هانت والكرواتي مارين ماريتش، اللذين انضما إلى الفريق قبل أيام قليلة من انطلاق الدور الثاني، وترك كل منهما بصمته سريعاً.
جورج-هانت، الذي كان أحد أبرز نجوم نجاح نادي الكويت في تحقيق لقبين متتاليين في دوري فيبا وصل - الخليج، سجل متوسطات بلغت ١٨.٨ نقاط، ٤.٣ متابعات، و٢.٥ تمريرات حاسمة، ليمنح الرياضي اللاعب الجناح الذي كانوا يبحثون عنه.
أما العملاق الكرواتي مارين ماريتش، فقد كان اللاعب الوحيد في الفريق الذي أنهى دوري المناطق الفرعي بمعدل "دابل-دابل" بلغ ١١.٠ نقاط، ١٠.٠ متابعات، إلى جانب ٢.٨ تمريرات حاسمة وتسجيله لتصدي دفاعي (بلوك) في المباراة الواحدة.
وهل ذكرنا عودة ثون ميكر؟ نعم، النجم الأسترالي الذي تُوّج بجائزة أفضل لاعب في أول نسخة من دوري فيبا وصل عاد من جديد إلى صفوف الرياضي، مما يجعل الفريق أكثر إثارة وترقباً مع اقتراب انطلاق نهائيات الـ٨.
مع كل هذه الترسانة، هل يتمكن المرشح الأبرز من تحقيق الهدف المنتظر؟
FIBA